logo (1)

عيد الميلاد في الأردن: احتفال بالإيمان والعائلة

بينما يُعتبر الأردن بلدًا مسلمًا في الغالب، إلا أن لديه نسبة كبيرة من السكان المسيحيين، معظمهم من الطوائف الأرثوذكسية والكاثوليكية. نتيجة لذلك، يتم الاحتفال بعيد الميلاد بشكل واسع، خاصة في المناطق التي تضم مجتمعات مسيحية أكبر مثل مادبا، الكرك، وبعض أجزاء عمان. موسم الأعياد يجمع الناس في روح من النية الطيبة، وتكون الاحتفالات مليئة بالطقوس الدينية والتقاليد.

الاحتفال بعيد الميلاد في وادي رم يوفر تجربة فريدة لا تُنسى، حيث يجمع بين الأجواء الاحتفالية والجمال الخلاب لصحراء الأردن. يُعرف وادي رم بجباله الرملية الشاهقة، وسهوله الواسعة، وسمائه المليئة بالنجوم، مما يجعله خلفية هادئة وساحرة لاحتفالات عيد الميلاد.

تبدأ التجربة عادةً بأجواء احتفالية يضفيها البدو المحليون، حيث قد يزينون الخيام التقليدية بلمسات عيد الميلاد البسيطة ولكن الساحرة. يمكن للضيوف الاستمتاع بعشاء عيد الميلاد المحضّر بنكهات محلية، مثل اللحوم المشوية، والأطباق الأردنية التقليدية مثل المنسف (طبق من اللحم والأرز)، والفواكه الموسمية الطازجة، بالإضافة إلى مشاهدة العد التنازلي للعام الجديد والألعاب النارية التي تضيء سماء الليل الشتوية، وذلك حول دفء نيران المخيم مع كأس من النبيذ.

بينما قد لا يكون عيد الميلاد في وادي رم تقليديًا على النمط الغربي، إلا أن دفء الضيافة البدوية يضفي أجواء احتفالية مميزة، تمزج بين الثقافة المحلية والتقاليد العالمية.

مادبا، المدينة التاريخية في وسط الأردن، مشهورة بفسيفسائها القديمة، لا سيما خريطة الفسيفساء الشهيرة من القرن السادس التي تُظهر القدس والأراضي المقدسة، وتقع في كنيسة سانت جورج. تقدم المدينة مزيجًا فريدًا من التاريخ والثقافة والدين، مما يجعلها وجهة شعبية للمسافرين المهتمين باستكشاف التراث المسيحي في الأردن. بالإضافة إلى فسيفساءاتها، تشتهر مادبا بشوارعها الساحرة وأسواقها التقليدية وقربها من المعالم الرئيسية مثل جبل نيبو، حيث يُعتقد أن موسى شاهد الأرض الموعودة. الاحتفال بعيد الميلاد في مادبا هو تجربة مميزة، حيث تستضيف المجتمعات المسيحية في المدينة خدمات وفعاليات احتفالية في جو دافئ ومرحب.

بالإضافة إلى ذلك، تُعد قداس منتصف الليل جزءًا مركزيًا من الاحتفال الديني، حيث يُعتبر وقتًا يجتمع فيه المجتمع للتأمل في المعنى الروحي لعيد الميلاد. بالنسبة للكثير من الأردنيين، لا يُعتبر عيد الميلاد مجرد عطلة، بل هو وقت للتجديد وتعميق الإيمان.

في الأردن، البلد المعروف بتنوعه الثقافي الغني والتقاليد العميقة في التعايش، أصبح تهنئة المسلمين للمسيحيين بعيد الميلاد رمزًا قويًا للوحدة. إنها ليست مجرد لفتة مجاملة، بل هي انعكاس لالتزام البلاد بالانسجام بين الأديان.

تمتد عادة تهنئة المسلمين للمسيحيين بعيد الميلاد في الأردن إلى جميع المجتمعات المحلية، حيث يتجمع الجميع للاحتفال بروح العيد. سواء من خلال الرسائل الشخصية، أو المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى التجمعات العامة، يعبر المسلمون في الأردن عن الفرح والنوايا الطيبة، مؤكدين على قيم السلام والمحبة والاحترام. هذه الفعالية، التي تعود إلى تعاليم الإسلام، تبرز أهمية التسامح والفهم بين الأديان.

تلعب الأسرة المالكة الأردنية أيضًا دورًا مهمًا في تعزيز هذه العلاقات السلمية، حيث يتحدث الملك عبدالله الثاني بشكل متكرر عن ضرورة التناغم الديني في المنطقة. يشجع قيادته المسلمين والمسيحيين على التعاون معًا لتعزيز التعايش، مما يجعل الأردن نموذجًا لاحترام الأديان في الشرق الأوسط.

استكشف العالم، واحتضن التجربة 

مدعوم من بيبيك!

الروابط السريعة
الاشتراك في نشرتنا الإخبارية
Bebek Travel © Copyright 2025. All rights reserved
Design By Final Arrow
visa2-removebg-preview
download-removebg-preview
download
Scroll to Top